******من العنف الرمزي الى الحق الرمزي*************
بقلم خالد احباروش
-------------------------------------------------------------
إن **الدماغ البشري ** عضو تطورعبر مسارطبيعي طويل [ هنا أشير إلى تطوره البيولوجي أي المسار الزمني التدريجي الذي قطعه في شجرة الحياة ]
وتمكن - عبر الاحقاب - من تطوير كفاءة الترميز (( تلك الكفاءة التي لم تتمكن ادمغة الحيوانات من تطويرها )) ,
هذا الامر - في الحقيقة - هو الذي ادى إلى ** انبثاق العقل **: (( اي أن العقل الرمزي منبثق من الدماغ المادي ))
لا غرو إن قلت إن كفاءة الترميز هي التي اهلته لممارسة التفكير المستقل عن الادراك الحسي المباشر { أقصد التفكيرعبر جدلية التجريد والتعميم ....}
لقد صار الدماغ قادرا على التجريد المعنوي بشكل أصبح فيه الوعي يدرك مظاهر العنف الرمزي .
----------------------------------------------------
ثمة قسمان من العنف ما انفكا يجتاحان المجتمعات البشرية (( في كل زمان وفي كل مكان ,-- قديما وحديثا -- )) إنهما يتجليان إما تجليا ماديا حسيا , وإما تجليا رمزيا معنويا....
الفسم الاول يضم العنف المادي ويأتي في مظهرين :
----------
المظهر الاول يتوجه فيه العنف إلى جسم الشخص ( العنف الجسدي )
المظهر الثاني يتوجه فيه العنف الى الممتلكات ( العنف ضد الممتلكات العامة أو الخاصة)..
أما القسم الثاني من العنف -- هذا ما يهمنا -- فقد صار يسمى حديثا بالعنف الرمزي , إنه يتجلى في مظهرين كذلك :
-----------
.......1-- / عنف رمزي ذو طبيعة ايديولوجية
إنه يُمارس من خلال *اوالية التشريط الايديولوجي - وهو عنف ذو بعد فكري /اجتماعي يتم عبر شرعنة الهيمنة من خلال إخفاء القوة اللازمة لذلك
----------------------------------------------------
تجدر الاشارة الى أن حقوق الانسان تطورت عبر مسار اجيال ثلاثة لامجال لمناقشتها في هذا الصدد ولكن يمكن القول اجمالا :
- ثمة منظومة الحقوق السياسية والمدنية التي بزغت مع الثورة الفرنسية 1789
- ثمة منظومة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت مع الثورة البولشيفية 1917
اخيرا هناك منظومة الحقوق البيئية والتنموية المنبثقة في الفترة الراهنة ...
بيد أن مايهمني من كل هذا هو بلورة رؤية تنظيرية تختزل كل الأجيال الثلاثة المشار اليها في قسمين من الحقوق فقط ’
أ / قسم حقوق الانسان المادية
يــشمل كل ماهو مادي في حياة اامواطن...
كالحق في الشغل ( الشغل حق مكفول و ليس امتيازا او صدقة )........... الحق في التطبيب .... الحق في الزواج , .... الحق في الحياة و الحق في السكن اللائق والحق في التغذية المتوازنة و الحق في البيئة السليمة غير الملوثة و الحق في الماء الصالح للشرب و الحق في التنمية المستدامة .......الخ...
ب / قسم حقوق الانسان الرمزية و هو ما يهم نقاشنا اكثر
يشمل كل ما هو رمزي في حياة المواطن ...
(( تجدر الاشارة الى ان الحقوق الرمزية هي ما يميزنا عن حقوق الحيوانات . على اعتبار أن الحيوانات , هي أيضا يمكن ان تشملها الحقوق المادية كما سارت عليه العادة في الدول الغربية
إن الحقوق الرمزية اصبحت من الثوابت الراسخة في الوعي القانوني المعاصروهي من نواتج تقدم الفكرالبشري نحو مزيد من الانسانية
يمكن اجمال هذه الحقوق فيما يلي :
--الحق في الاعتقاد
(الحق في حرية التدين وممارسة الشعائر )
--الحق في اللغة
( خصوصا لغات الاقليات في المجتمعات المتعددة الثقافات)
--الحق في الرأي
-- الحق في النقد البناء .... بشرط أن يكون موضوعيا ( اي مبنيا على ادلة واقعية و غير مؤسس على تصورات ذاتية )..
--الحق في الانتماء الفكري او السياسي
--الحق في الكرامة الانسانية : هذا مبدأ أساسي في كينونة الانسان
على سبيل المثال . الحط من كرامة المرأة بالزيجات المتعددة بات أمراً لا يجوز في الوعي الحقوقي المعاصر
فالقول إن الزوج يعدل بين زوجاته في الحقوق المادية {{ من قبيل المأكل و المسكن و الملبس و المشرب و الجنس ؛}} دون العدل بينهن فيما هو رمزي من الحقوق كالكرامة الانسانية لهو أمر غير جائز
إن الحب -- و هو معادلة مهمة في تأسيس الكرامة الزوجية -- لا يمكن تقسيمه بالتساوي و لو حرص الزوج أيما حرص
التمييز بين البشر حسب الجنس او اللغة او الدين او الراي او الانتماء السياسي او اللون ...الخ غير مقبول , هذه الافعال تمس كرامة الانسان :
هنا اقصد الانسان باعتباره كينونة حاملة للقيمة الانسانية بصرف النظر عن لونه او جنسه او عرقه او لغته او دينه ... الخ )
بقلم خالد احباروش
-------------------------------------------------------------
إن **الدماغ البشري ** عضو تطورعبر مسارطبيعي طويل [ هنا أشير إلى تطوره البيولوجي أي المسار الزمني التدريجي الذي قطعه في شجرة الحياة ]
وتمكن - عبر الاحقاب - من تطوير كفاءة الترميز (( تلك الكفاءة التي لم تتمكن ادمغة الحيوانات من تطويرها )) ,
هذا الامر - في الحقيقة - هو الذي ادى إلى ** انبثاق العقل **: (( اي أن العقل الرمزي منبثق من الدماغ المادي ))
لا غرو إن قلت إن كفاءة الترميز هي التي اهلته لممارسة التفكير المستقل عن الادراك الحسي المباشر { أقصد التفكيرعبر جدلية التجريد والتعميم ....}
لقد صار الدماغ قادرا على التجريد المعنوي بشكل أصبح فيه الوعي يدرك مظاهر العنف الرمزي .
إن ملكة الترميز اهلت الشخص الانساني كي يمارس العنف في شكله الرمزي{ كالسب اللفظي مثلا }[1] لكن أهلت خضمه أيضا كي يكون واعيا بذلك { الوعي بعنف الرمزيات يقود الى البحث عن الحق}[2] .[1] / استكشاف منظومة العنف الرمزي
----------------------------------------------------
ثمة قسمان من العنف ما انفكا يجتاحان المجتمعات البشرية (( في كل زمان وفي كل مكان ,-- قديما وحديثا -- )) إنهما يتجليان إما تجليا ماديا حسيا , وإما تجليا رمزيا معنويا....
الفسم الاول يضم العنف المادي ويأتي في مظهرين :
----------
المظهر الاول يتوجه فيه العنف إلى جسم الشخص ( العنف الجسدي )
المظهر الثاني يتوجه فيه العنف الى الممتلكات ( العنف ضد الممتلكات العامة أو الخاصة)..
أما القسم الثاني من العنف -- هذا ما يهمنا -- فقد صار يسمى حديثا بالعنف الرمزي , إنه يتجلى في مظهرين كذلك :
-----------
.......1-- / عنف رمزي ذو طبيعة ايديولوجية
إنه يُمارس من خلال *اوالية التشريط الايديولوجي - وهو عنف ذو بعد فكري /اجتماعي يتم عبر شرعنة الهيمنة من خلال إخفاء القوة اللازمة لذلك
الاخفاء يكون عبر ستائر التنشئة الاديولوجية بما يدعى عادة التربية والتعليم ( اي اخفاء القوة اللازمة لفرض الهيمنة عبرالموسسات القمعية والاستعاضة عنها بالمؤسسات السوسيو/سياسية التي تدبر من قبل الدولة الحاكمة بواسطة الطبقة التي تتحكم في دواليب الحياة الاجتماعية أي من خلال المؤسسات التي سماها المفكر الفرنسي ريجيس دوبري في مؤلفه القيم -- positions مواقف --, بالمؤسسات الايديولوجية للدولة { كالمدارس والجامعات والمؤسسات الدينية الرسمية ومؤسسات التنشئة والتعليم.}....الخ ..
2 /. عنف رمزي ذو طبيعة نفسية
إنه ذاك الذي يتوجه الى نفس الانسان دون جسده او ممتلكاته وهو ما يشار اليه غالبا بالعنف اللفظي الحاضر في الحياة الخاصة او العامة كالسب والشتم والتحقير والعنصرية والسخرية والاذلال بواسطة استخدام الالفاظ المشينة في حق الافراد و الهيئات ....الخ[2] / استكشاف منظومةالحقوق
----------------------------------------------------
تجدر الاشارة الى أن حقوق الانسان تطورت عبر مسار اجيال ثلاثة لامجال لمناقشتها في هذا الصدد ولكن يمكن القول اجمالا :
- ثمة منظومة الحقوق السياسية والمدنية التي بزغت مع الثورة الفرنسية 1789
- ثمة منظومة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت مع الثورة البولشيفية 1917
اخيرا هناك منظومة الحقوق البيئية والتنموية المنبثقة في الفترة الراهنة ...
بيد أن مايهمني من كل هذا هو بلورة رؤية تنظيرية تختزل كل الأجيال الثلاثة المشار اليها في قسمين من الحقوق فقط ’
أ / قسم حقوق الانسان المادية
يــشمل كل ماهو مادي في حياة اامواطن...
كالحق في الشغل ( الشغل حق مكفول و ليس امتيازا او صدقة )........... الحق في التطبيب .... الحق في الزواج , .... الحق في الحياة و الحق في السكن اللائق والحق في التغذية المتوازنة و الحق في البيئة السليمة غير الملوثة و الحق في الماء الصالح للشرب و الحق في التنمية المستدامة .......الخ...
ب / قسم حقوق الانسان الرمزية و هو ما يهم نقاشنا اكثر
يشمل كل ما هو رمزي في حياة المواطن ...
(( تجدر الاشارة الى ان الحقوق الرمزية هي ما يميزنا عن حقوق الحيوانات . على اعتبار أن الحيوانات , هي أيضا يمكن ان تشملها الحقوق المادية كما سارت عليه العادة في الدول الغربية
إن الحقوق الرمزية اصبحت من الثوابت الراسخة في الوعي القانوني المعاصروهي من نواتج تقدم الفكرالبشري نحو مزيد من الانسانية
يمكن اجمال هذه الحقوق فيما يلي :
--الحق في الاعتقاد
(الحق في حرية التدين وممارسة الشعائر )
--الحق في اللغة
( خصوصا لغات الاقليات في المجتمعات المتعددة الثقافات)
--الحق في الرأي
-- الحق في النقد البناء .... بشرط أن يكون موضوعيا ( اي مبنيا على ادلة واقعية و غير مؤسس على تصورات ذاتية )..
--الحق في الانتماء الفكري او السياسي
--الحق في الكرامة الانسانية : هذا مبدأ أساسي في كينونة الانسان
على سبيل المثال . الحط من كرامة المرأة بالزيجات المتعددة بات أمراً لا يجوز في الوعي الحقوقي المعاصر
فالقول إن الزوج يعدل بين زوجاته في الحقوق المادية {{ من قبيل المأكل و المسكن و الملبس و المشرب و الجنس ؛}} دون العدل بينهن فيما هو رمزي من الحقوق كالكرامة الانسانية لهو أمر غير جائز
إن الحب -- و هو معادلة مهمة في تأسيس الكرامة الزوجية -- لا يمكن تقسيمه بالتساوي و لو حرص الزوج أيما حرص
التمييز بين البشر حسب الجنس او اللغة او الدين او الراي او الانتماء السياسي او اللون ...الخ غير مقبول , هذه الافعال تمس كرامة الانسان :
هنا اقصد الانسان باعتباره كينونة حاملة للقيمة الانسانية بصرف النظر عن لونه او جنسه او عرقه او لغته او دينه ... الخ )
Aucun commentaire:
Publier un commentaire