samedi 24 mars 2018

قراءة نحوية في قصيدة لست ادري

رؤية نحوية إلى قصيدة * لست ادري * لعلي محمد علي عيد

خالد احباروش

---------------------

بـــقـــول :

لست ادري كيف كنتي حين قلتي فلتدعني

اهو الكذب افتراءا ام الـــــــــى الحقر تدني

يا أولو العقل هلمو و ابحـثوا الأرجاء عني

انها النهم ابتداءا بل بـــــــــــها الخير يولي

ان كان للانصاف حـــــظ أخبروا التاريخ اني

ممسك بالصبر بابا هــــــــا هو صمتي يدوي

أجأر الرحمن دوما يفـــــــــــصل الجبار امري

ترتضي الاغبان دارا مــــــــا لها قلب يسعني

تغدر العهد مرارا انــــــــــــــــها الاهدار دمي

ثلة الاشرار عقالا بالـــــــــــــــها صخب يغوي

ترسل الشفتان غفلا نـــــــــــــطقها سب يدوي

تبتغي سجر اشتعال في نـــــــــهى الابناء مني

تشتهي فينا خبالا فاقــــــــــــبعي جوف التخلي

و اصعدي فوق المنــــــــــــــايا انها جبل التعلي

و ارتعي في تيه غيك انـــــــــــــــــــك خيب بظني

و اصطلي جرم فعالك و اخـــــــــلدي للآرض ظلي

**************************

في المجمل , أعجبني مضمون القصيدة أخي الكريم , لكن ما أزعجني حقيقة , هو كثرةُ الأخطاء النحوية و الشواذ اللغوية ....

إنها ليست من الأخطاء النحوية البسيطة التي يمكن التغاضي عنها بل هي أكبر من ذلك . .

فـإلحاق الياء بتاء المخاطبة متلا -- على منوال ما أوردتَ -- لهو امرٌ غير مبررٍ و لا يجوز النغاضي عنه بأي حال من الأحوال .

لنقرأ ما يلي : [ لست ادري كيف كنتي حين قلتي فلتدعني ] .

أتساءل .

بأي مبرر نحوي أُلْـحـقتَ الياء بتاء المخاطبة في عبارة -- كنتي -- و -- قلتي -- ؟

كان حريا بك ان تكتب - كنتِ - و - قلتِ - 

ألا ترى أن الياء جاءت شاذة في عبارة - قلتي - و أن التاء اللاحقة بفعل - قال - قي البيت المذكور , أتـت ضميرا متصلا في محل رفع فاعل تقديره أنتِ ؟ ( و لا علاقة نحوية للتاء بالياء في هاته الحالة )

في بيت آخر كتبتَ تقول : 

[ انها النهم ابتداءاً بل بـــــــــــها الخير يـولي ] 

لماذا كتبتَ الألف بعد الهمزة في عبارة - ابتداءاً - ؟ 

كان عليك أن تكتب - ابتداءً . بالتنوين دون الالف . 

لأن القاعدة الإملائية المشهورة تقول : 

تُـكتب الهمزة مفردة على السطر إذا كان الساكن قبلها ألفاً 

مثل: هواء ، آراء. سماء .... إلخ 

و في حالتنا هذه, لا يجوز كتابة الالف بعد الهمزة ابدا .

إن تكتبْ - ابتداءاً - بهذا الرسم فأنت مخطئ , و الصحيح أن تكتب - ابتداءً - كما ترى

قس هذا على عـبارةٍ أخرى بنفس الخطأ سـقتها في البيت التالي :

[ اهو الكذب ( افتراءاً ) ام الـــــــــى الحقر تدني ]

إن كلمة - افتراءاً - خاطئة حسب نفس القاعدة التي أوضحناها 

في البيت نفسه كتبت تقول 

[ ... ... إلى الحقر تدني ] 

الصحيح أن تكتب تدنـيـن بدل تدنـي , . 

و في البيت الثالث من القصيدة تقول :

[ يا أولو العقل هلمو و ابحـثوا الأرجاء عني ]

الصحيح أن تكتب (يا أُولِي) بدل (يا أُولِو )

فالياء : أداة نداء 

أولي : منادى مضاف منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

(العقل) مضاف إليه

إن إيرادك ( هلم ) بواو الجماعة دون إضافة الالف الممدودة بآخر الكلمة فيه خطأ

بيد اني أرجح ان تكون هذه الزلة ناتجة عن الرقن فقط , 

يمكن إضافة بعض الضمائر المتصلة لـ " هلمَّ " بحسب نوع المخاطب الذي تكلمه ؛ فيقال للاثنين " هلما " ولجماعة الذكور * هلموا *........الخ

في البيت الخامس كتبت ما يلي :

[ إِنْ كَـانَ للانصافِ حـــــظٌّ أخبروا التاريخ اني ]

الصحيح أن تقول :

[ إِنْ كَـانَ للانصافِ حـــــظٌّ فـاخبروا التاريخ اني ]

و السبب النحوي هو : 

(إِنْ) شرطية .... أما الفاء , فهي رايطة لجواب الشرط 

تقول في بيت آخر

أجأر الرحمن دوما *** يفـــــــــــصل الجبار امري

الصحيح أن تقول 

أجأر إلى الرحمان 

لأن فعل - جأر - ( بهذا المعنى الحصري ) يتعدى بحرف الجر * إلى * 

كقولنا : جأَر محمدٌ إلى الله أي رفع صوته بالدعاء و التضرع إليه

و يتعدى أيضا بالباء : جأر بالشيء

فيقال مثلا : جَأَرَ محمدٌ بِالحَقِّ أي رَفَعَ صَوْتَهُ بِالحَقِّ .

و المعنى الذي لا يتعدى به هذا الفعل - بأي حرف من الحروف - مفهوم في اللفة 

كأن تقول :

جأر الثور , أي خار و أحدث صوتاً

تقول في بيت آخر :

و ارتعي في تيه غيك *** انـــــــــــــــــــك خيب بظني

ثمة شذوذ تركيبي ليس له أصل في اللغة .

فولك ( انـــــــــــــــــــك خيب بظني ) غريب يا اخي

أكتفى بهذا القدر

**********************

بقلم : خالد أحباروش

Aucun commentaire:

Publier un commentaire