vendredi 27 avril 2018

صدح النورس

******************* صــدحُ الـنــورس *******************************
خالد أحـبـاروش
--------------------------------
عـلى سـاحـل الـسـمـفونـيـات سـنــاء ...
 يُــوسوس الـلـيـل إلـى فـنـاره   
أن يَــدور كـالـثـقـوب الـسـوداء
 يـشـفـط مـن مـنـقـارهِ  الـغــنــاء  
و يُــعــلـي  فـوق أعـراس الـمـيـاه .....
جــنازة الـضـــوء. 
مــنـــاره
أنــت فـنـانـةٌ عــلـى شَــطِّ الـــنَّــوى
كَـراقــصة الـبـالــيــه
الــمــوجِ كـــمــانٌ  يـعـزف
فـــلا تُــبــالـيـن .....
 لِـمَ تـهــجريـنَ نَـــايَ  نورسٍ عــاشـقْ ؟!
و رمــالاً  طـرَّزْتُـهـا.....
 للأوبـيـرا زربـيـه
 مــنـــاره
 كـسـر الظلام ســد الـمـشـاعـر فـي دُجــاك
  و الـدَّفـق في قلـبـي عَـبَّـدهُ الأنـيـن 
 إلـى بَـحـرك 
الــقـفـص الأزرقُ يـعـشـقـه الـنـورس
   أمــسـى جـذفــا يــصـدحُ  سـمـفـونـيـته
حتى ظن الــتحـلـيـقَ جريـمه

بقلم الشاعر خالد أحباروش

mercredi 25 avril 2018

الدين بين الفطرة والمجتمع

***** الدين بين الفطرة و المجتمع ****
-------------------------------------------------------------------------------------
بقلم : خالد احباروش
--------------------------
إن الانسان مفطور على التدين (( لهذا السبب حاول الحديث النبوي - المعروف بحديث الفطرة - أن يطابق بين تلك الفطرة الأولية من جهة و بين الدين الاسلامي كما بزغ وفق الشروط السوسيو/ تاريخية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع الهجري من جهة أخرى )) .
بيد انه ثمة مسألة فكرية لا مناص من الاشارة إليها : ألا وهي ملامسة الفروق الكائنة بين سيكولوجية التدين الناشئة من طبيعة الدماغ ( و أقصد حضور الروحانية فيه كحالة إنسانية عامة ومجردة أي كاستعداد انساني اولي لممارسة التدين بغض النطر عن جنسه ولونه وعرقه و مكانه وزمانه ... ) وبين انبثاق الدين التاريخي الملموس : أي كمعطى سوسيوثقافي خاص بسياق محدد في مجتمع مخصوص(*)
يولد الانسان بفطرة التدين لكن حينما يشرع في تعلم طقوس دين مجتمعه يكون قدخصص هذه الفطرة في إطار ذاك الدين التاريخي
1// سيكولوجية فطرة التدين
--------------------------------------------------
إن الأساس البيو/ سيكولوجي للتدين , ناشئ من عدة عناصر
اولا /: ناشئ من الاحساس الطبيعي بالقلق الوجودي :
-----------------------------------------------------
الوعي الغامض بماهية الموت - مع كل ما يثيره ذلك من قلق نفسي . أدى , و سيؤدي , حتما الى نشوء ما يمكن تسميته بالقلق الميتافيزيقي . هـذا الأمر يستدعي أسئلة حول المصير الوجودي....
كل التساؤلات النابعة مـن الوعي بالحياة والموت و الوجود والعدم تحضر في النفس : 
أنا سأموت حتما يوما ما ... لكن ما هو مصيري بعد الموت ؟
سؤال طُــرح منذ فجر الانسانية : أي منذ أن صار الإنسان العاقل يدرك أن مصيره المحتوم هو التلاشي وأن وجوده الطبيعي تنتظره نهاية لا مناص منها .
بما أن التساؤل كان يتمحور حول ما وراء الطبيعية فلا بد للإجابة أن تأتي بشكل ميتافيزيقي : ( أي بطريقة تتمحور حول ما وراء الطبيعة)
و لفد كانت الإجابات الماورائية التي قدمت لهذا السؤال المقلق - طوال التاريخ الانساني - خاطئة تماما ))
ثانيا /: ناشئ من الاحساس بالعجز أمام الطبيعة
------------------------------------------------
و هو العجز وقت الإنقلابات الطبيعـية بشكل يثير الهلع خصوصا لحظة ( الزلازل الكبرى و البراكين و الاوبئة الفتاكة و الفيضانات المدمرة والرعد و الصواعق ....الخ )
أي لحظة الكوارث القاتلة التي لا يستطيع الانسان تفسير أسبابها الفزيائية فينبري يفسرها بقوى ما ورائية
ثالثا / ناشئ عن الخوف من المجهول
-----------------------------------------------
يطمـئـن الانسان للمعلوم و يجنح - بالفطرة - نحو المعروف اي ما جرت عليه العادة ..
.و يـقـلق في كل لحظة يرتاد فيها المجهـول . لكنه -- و من أجل أن يتغلب على قلقه -- تعلم الانسان باكرا كيف يتسلح - نفسيا - بالعرائم والتمائم و الدعوات من و التبرك بالقوى الغيبية بغية استجلاب عونها ضد الأهوال المحدقة . ........الخ
إذن , سيكولوجية التدين هي أولية في الانسان و هي صفة عامة تشمل الجنس البشري 
إنها تحضر كمعظى بيو/ سيكولوجي أولي في الطبيعة البشرية { بغض النظر عن اللون والجنس والزمان والمكان} 
تحضر كميزة تطورية جعلت الكائن البشري يقاوم غربته الوجودية خـاصةً بعد أن تطور كي يكون عاقلا أي منذ أن صار واعيا بالاخطارالمستقبلية المحدقة بوجوده خلافا للحيوانات غير العاقلة ....
فالتدين كان ضرورة تطورية عند الانسان البدائي و كان اداة سيكولوجية فعالة للاستئناس بهول الموت والطبيعة الموحشة و المتقلبة في الادغال والبراري
لكن كلما ازداد فهم الانسان للطبيعة والكون و الموت كلما خفت لديه القلق الميتافيزيقي و ضعف
ما انفك الانسان يكتشف رويدا رويدا , ان التدين لم يكن - في الواقع - إلا اصطفاءا تطوريا ذا صبغة بيو/ سيكولوجية 
و قد حصل الاصطفاء لتك الميزة منذ البدايات الاولى لتطور وعيه حول مصيره المجهول لفد أصبح الانسان - اليوم- في وضع معرفي مهم ما فتئ يتراكم . و كلما ادرك عمق هذه الامور خفت لديه الإحساس بالتدين . هذا ما أدى بأغلب العلماء الكبار اليوم أن يكونوا لادينيين .
لكل هذه الأسباب يجوز القول : 
إن الانسان في لب كينونته كان دائما كائنا رمزيا متدينا . لكن رمزية تدينه تلك لم تكن في الحقيقة سوى تلك القدرة التطورية على الإستئناس الرمزي بالقلق الميتافيزيقي 
و تحضر لاعطاء اجابات ما ورائية تنهي قلقه وتعيده الى الطمأنينة الوجودية
2// الدين
-----------------------
الدين هو أداء مخصوص يتحقق في السياقات الحضارية و يحضر كمعطى سوسيو/ثقافي في سياق تاريخي معين .
إنه يتجلى كإطار رمزي يقوم بقولبة فطرة التدين لصالحه -- أي يقوم بقولبة تلك الروحانية العامة التي اصطفاها التطور عند الهوموسابينز لصالحه 
ثم يختزلها في شكل منظومة تاريخية من الطقوس التعبدية / الرمزية و في شكل سلسلة من القواعد السلوكية/ الاجتماعية 
دورالدين إذن هو تقديم جملة من الاجابات الخاصة و الملموسة في الواقع المعيش للتساؤلات الميتافيزيقية العامة و المجردة ( أي تلك الناشئة عن القلق الوجودي الميتافيزيقي و عن العجز أمام قسوة الطبيعة و عن الخوف من المجهول )
يحاول الدين خلق المعنى ضد اللامعنى اي خلق المألوف ضد المجهول بما يؤدي إلى تكريس الطمأنينة ضد القلق
بهذا الابداع الخيالي استطاع الانسان أن يقهر غربتة الوجودية قهرا سيكولوجا 
الأمر المهم بالنسبة للدين هو تحقيق الطمانينة النفسية في بعديها الميتافيزقي والاجتماعي ( الايـمــان بـالــمــاوراء مع ترابط الجماعة ) , 
------------------------------------------------------
هامش
(*) [ ( أشبه علاقة التدين و الدين بعلاقة ملكة اللغو باللغة كما تحدث عنها نعوم تشومسكي ( الطفل يولد بملكة اللغو -- بما هي استعداد انساني عام لإتقان اي لغة -- ...
حينما يشرع الطفل المولود في تعلم لغة مجتمعه-- ( أي تلك اللغة الملموسة و الحاضرة أمامه كمعطى ثقافي /تاريخي محدد -- ) يكون قد خصص ملكة اللغو عنده

samedi 21 avril 2018

المساء الذهبي

************ الــقــطـار  الذهبي ****************

بقلم خالد أحباروش

----------------------------------

  فـي قطـار الــذاكـره

  أمـتـطـي صـهـوةَ   الـصـور 

 أمـضـي  بــعـيـداً  الـى سُـهـوب الـضَّــمـادْ

في حـقـيــبـة الـتَّــوق الـتـي مـعـي .....  

رتبتُ  شُـقوق الـقــلــب

هيـأت الدواء من  إدمــان االسهر 

الـشـفق الأحـمـرُ فـي  ابْـتـسـامِ  عَـشـتـار  

يُـــلـوِّنُ الـعــشـق   بـيـن جـبـالِ  القمر

إشـراقـهـا يـشـرئـبُّ من زمــنٍ مـسـروق

و الـدمعتانِ  عـبـر نـوافـذِ  الــحـنـيـن ....

تُـغـازلانِ  الـنـظـر

تُـراودني الـحـبيـبــه  

 كــفـهـا شـمـسٌ تـصـافـحـني   ........

على طريق الــقــطار الــذهبي 

للـزمـان مـقـصـورة عـنـقـاء

فـمـا يَـبْـلى الـجلوسُ على مـقـاعـد الـسـفـر

بقلم الشاعر خـالـد احـبـاروش

samedi 14 avril 2018

من الدماغ الى العقل

**************** انبثاق العقل من الدماغ ********************
بقلم خالد أحباروش
--------------------------
 الدماغ عضو حيوي لدى كل الحيوانات (( من ادناها الى اعلاها في شجرة التطور ))
إذا ما نحن أخذنا الأمر بمنطق المقارنة سنجد أن جميع الرئيسيات لها أدمغة متطورة بالنسبة للثدييات  والثدييات لها أدمغة متطورة بالنسبة للزواحف .......وهكذا دواليكم وصولا الى ادنى الكائنات 
في السلم الأدنى هناك من الكائنات الحية ما يمتلك فقط الجهاز العصبي دونما امتلاك عضو الدماغ  
التطور أمر واقع في الصيرورة البيولوجية للكائنات  و هو حصيلة التغير في الحوض الجيني  بما يكيفه الانتخاب الطبيعي في الموائل البيئية 
في هذا المنحى  يمكن القول إن دماغ الانسان قد تطور بشكل معقد وفعال بسبب انتخاب ميزة الذكاء عبر الاجيال ( خصوصا بعد انتصابه على قدميه وتحرر يديه
من البديهي القول إن عضو ** الدماغ ** هو ما يشد الكائن البشري الى **الطبيعة ** باعتبارعضواً حيوانيا . إنه  حصيلة التطور البيولوجي 
و من البديهي القول أيضا إن ** العقل ** هو ما يشد الانسان الى ** الحضارة** وهو حصيلة التطور التاريخي
فالانسان منبثق من الكائن  و العقل منبثق من الدماغ  وهو خاصية رمزية منبثقة من التفاعل النيورولوجي في بنية الدماغ المادية  (  مائة مليار من الخلايا العصبية علاوة على نسبة المادة الرمادية التي  تفوق كثيرا ما يملك دماغ الشامبانزي الشبيه  )

الدماغ جد متطور لدى النوع الانساني مقارنة بباقي الرئيسيات . لقد انبثق العقل من هذة البنية المعقدة نفسها بما مكنه من تحقيق الوعي  ( انتقال البشر  من   مجرد كائنات طبيعية  الى الوجود  الواعي بذاته اي الانسان ثم الوجود الواعي بالزمن (  الوجود التاريخي / الحضاري )
و تمكن من تأسيس تاريخه بالشكل الذي عجزت عنه الحيوانات الاخرى .. الفضل كله يعود الى تطور الدماغ .
هذة إذن لحظة فارقة في مسار تطور هذا الكائن التاريخي ....
(( إن لحظة انبثاق العقل من الدماغ مكنته من دخول عالم الحضارة , محققا بذلك استقلالاً نسبىياً عن الواقع الطبيعي المباشر --على النقيض من  الحيوانات التي ترتبط بالواقع ارتباطا مباشرا  من خلال الحواس و الدماغ فقط.-- ...الانسان يمارس ذلك من خلال منظار الشبكة الرمزية التي تشكل عقله و التي تنتصب كواسطة بين حواسه والطبيعة )).

إن انبثاق العقل من الدماغ أدى حتما إلى انبثاق الحضار من الطبيعة ( على اعتبار أن الدماغ عضو تابع للطبيعة والعقل ملكة رمزية تابعة للدماغ في حين أن الحضارة تابعة للعقل ) فالامور مترابطة بطريقة وشيجة ...
إذن ,* التطور البيولوجي* يفيدنا في فهم انبثاق ** العقل الرمزي **من **الدماغ المادي ** ( نظرية التطور )
و *التطور التاريخي * يفيدنا في فهم ** صيرورة الحضارة ** وهي صيرورة مادية و ثقافية رمزية

مجلة الهيئه الثقافيه الوطنيه: هَــمـس الــهــلال...بقلم الشاعر " خالد احباروش "

مجلة الهيئه الثقافيه الوطنيه: هَــمـس الــهــلال...بقلم الشاعر " خالد احباروش ": *********** هَــمـس الــهــلال **************** بقلم خالـد أحباروش ------------------------------------------------------------ تَـحِـنّ...

vendredi 13 avril 2018

من العنف الرمزي الي الحق الرمزي

******من العنف الرمزي الى الحق الرمزي*************
بقلم خالد احباروش
-------------------------------------------------------------
 إن  **الدماغ البشري **  عضو تطورعبر مسارطبيعي طويل [ هنا  أشير إلى تطوره البيولوجي أي المسار الزمني التدريجي الذي قطعه في شجرة الحياة ] 
 وتمكن - عبر الاحقاب  - من تطوير كفاءة الترميز (( تلك  الكفاءة التي لم تتمكن ادمغة الحيوانات  من تطويرها )) ,
هذا الامر - في الحقيقة - هو الذي ادى إلى ** انبثاق العقل **: (( اي أن العقل الرمزي منبثق من الدماغ المادي )) 
لا غرو إن قلت إن كفاءة الترميز هي التي اهلته لممارسة التفكير المستقل عن الادراك الحسي المباشر { أقصد التفكيرعبر جدلية التجريد والتعميم ....}
لقد صار الدماغ  قادرا على التجريد المعنوي  بشكل أصبح فيه الوعي يدرك مظاهر العنف الرمزي  .
إن ملكة الترميز اهلت الشخص الانساني  كي يمارس العنف في شكله الرمزي{ كالسب اللفظي مثلا }[1]  لكن أهلت  خضمه أيضا  كي يكون واعيا  بذلك  { الوعي بعنف الرمزيات   يقود الى البحث عن الحق}[2] .
 [1] / استكشاف منظومة العنف الرمزي
 ----------------------------------------------------
 ثمة قسمان من العنف ما انفكا يجتاحان المجتمعات البشرية  (( في كل زمان وفي كل مكان ,-- قديما وحديثا -- )) إنهما يتجليان إما تجليا ماديا حسيا , وإما تجليا رمزيا معنويا....
الفسم الاول يضم العنف المادي ويأتي في مظهرين :
----------
المظهر الاول يتوجه فيه العنف إلى جسم الشخص (  العنف الجسدي )
المظهر الثاني يتوجه فيه العنف الى الممتلكات ( العنف ضد الممتلكات العامة أو الخاصة)..
أما القسم الثاني من العنف -- هذا ما يهمنا -- فقد صار يسمى حديثا بالعنف الرمزي , إنه يتجلى في مظهرين كذلك  :
-----------
.......1-- / عنف رمزي ذو طبيعة ايديولوجية 
إنه يُمارس من خلال *اوالية التشريط الايديولوجي - وهو عنف ذو بعد فكري /اجتماعي  يتم عبر شرعنة الهيمنة من خلال إخفاء القوة اللازمة لذلك 

 الاخفاء يكون عبر ستائر التنشئة الاديولوجية بما يدعى عادة التربية والتعليم ( اي اخفاء القوة اللازمة لفرض الهيمنة عبرالموسسات القمعية والاستعاضة عنها بالمؤسسات السوسيو/سياسية  التي  تدبر من قبل الدولة الحاكمة  بواسطة الطبقة التي تتحكم في دواليب الحياة الاجتماعية  أي من خلال المؤسسات التي سماها المفكر الفرنسي ريجيس دوبري في مؤلفه القيم -- positions مواقف --, بالمؤسسات الايديولوجية للدولة { كالمدارس والجامعات والمؤسسات الدينية الرسمية ومؤسسات التنشئة والتعليم.}....الخ .. 

2 /. عنف رمزي ذو طبيعة نفسية   
إنه ذاك الذي يتوجه الى نفس الانسان دون جسده او ممتلكاته وهو ما يشار اليه غالبا بالعنف اللفظي الحاضر في الحياة الخاصة او العامة  كالسب والشتم والتحقير والعنصرية والسخرية  والاذلال بواسطة استخدام الالفاظ المشينة في حق الافراد و الهيئات ....الخ
[2] / استكشاف منظومةالحقوق
----------------------------------------------------
تجدر الاشارة الى أن حقوق الانسان تطورت عبر مسار اجيال ثلاثة لامجال لمناقشتها في هذا الصدد ولكن يمكن القول اجمالا :
- ثمة منظومة الحقوق السياسية والمدنية التي بزغت مع الثورة الفرنسية 1789
- ثمة منظومة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت مع الثورة البولشيفية  1917
اخيرا هناك منظومة الحقوق البيئية والتنموية المنبثقة في الفترة الراهنة ... 
بيد أن مايهمني من كل هذا هو بلورة رؤية تنظيرية تختزل كل الأجيال الثلاثة المشار اليها في قسمين من الحقوق فقط ’
أ / قسم حقوق الانسان المادية
 يــشمل كل ماهو مادي في حياة اامواطن...
كالحق في الشغل (  الشغل حق مكفول و ليس امتيازا او صدقة )........... الحق في التطبيب .... الحق في الزواج , .... الحق في الحياة و الحق في السكن اللائق والحق في التغذية المتوازنة و الحق في البيئة السليمة غير الملوثة و الحق في الماء الصالح للشرب و الحق في التنمية المستدامة .......الخ...
ب / قسم حقوق الانسان الرمزية و هو ما يهم نقاشنا اكثر
يشمل كل ما هو رمزي في حياة المواطن ...
(( تجدر الاشارة الى ان الحقوق الرمزية هي ما يميزنا عن حقوق الحيوانات . على اعتبار أن الحيوانات , هي أيضا يمكن ان تشملها الحقوق المادية كما سارت عليه العادة في الدول الغربية  
إن الحقوق الرمزية اصبحت  من الثوابت الراسخة في الوعي القانوني المعاصروهي من نواتج تقدم الفكرالبشري نحو مزيد من الانسانية 
 يمكن اجمال هذه الحقوق فيما يلي :
--الحق في الاعتقاد
(الحق في حرية التدين وممارسة الشعائر )
--الحق في اللغة
( خصوصا لغات الاقليات في المجتمعات المتعددة الثقافات)
--الحق في الرأي
-- الحق في النقد البناء .... بشرط أن يكون موضوعيا ( اي مبنيا على ادلة واقعية و غير مؤسس على تصورات ذاتية )..
--الحق في الانتماء الفكري او السياسي
--الحق في الكرامة الانسانية : هذا مبدأ أساسي في كينونة الانسان 
على سبيل المثال . الحط من كرامة المرأة بالزيجات المتعددة  بات أمراً  لا يجوز في الوعي الحقوقي المعاصر
فالقول إن الزوج يعدل بين زوجاته في الحقوق المادية  {{ من قبيل المأكل و المسكن و الملبس و المشرب  و الجنس  ؛}} دون العدل بينهن فيما هو رمزي من الحقوق كالكرامة الانسانية لهو أمر غير جائز
إن الحب -- و هو معادلة مهمة في تأسيس الكرامة الزوجية -- لا يمكن تقسيمه بالتساوي و لو حرص الزوج أيما حرص 
التمييز بين البشر حسب الجنس او اللغة او الدين او الراي او الانتماء السياسي  او اللون ...الخ غير مقبول , هذه الافعال تمس كرامة الانسان : 
هنا اقصد الانسان باعتباره كينونة حاملة للقيمة الانسانية  بصرف النظر عن لونه او جنسه او عرقه او لغته او دينه ... الخ )

vendredi 6 avril 2018

البرزخ البحري ...حقيقة ام خيال

بقلم : خالد أحباروش

------------------------

إن ظاهرة البرزخ البحري المذكورة في القرآن كانت معروفة منذ عهد مملكة ديلمون -- و لا إعجاز في ذلك.

 * ديلمون * هي * البحرين * حاليا , لقد سماها العرب بهداالاسم لوجود ظاهرة الينابيع البحرية العذبة فيها , بما صار يشكل بحيرات سائغة الشرب في وسط البحر :

(( لا يختلط الماء الزلال المتدفق من قاع البحر بالماء الأجاج )).

و الدلمونيون كما البحرينيون اليوم ظلوا دائما يجلبون مياه الشرب من البحيرات التي تخلفها الينابيع العذبة في البحر .

رغم أن  البحرين  بلد صحراوي قاحل و جاف ( التساقطات فيه قلبلة للغاية ) إلا أنه غني  بالمياه الجوفية العدبة إذ اكثرالينابيع فيه تتدفق على طول بحره الشمالي والشمالي الشرقي .

نعم .. كل قارئ مهتم بالمسألة يستطيع أن يستزيد المعلومات من خلال البحث عن موضوع ** -الينابيع البحرية في البحرين-** الموجود بالانترنيت.

او يبادر إلى الاطلاع على المراجع المختصة أي تلك المتعلقة بجغرافيا الشبكات الهيدروغرافية الممتدة في باطن الأراضي البحرينية

خاصة قيعان البحار ( هناك خــزان جوفي كبير يمتد في باطن الأرض من صحراء الدهناء بالسعودية إلى البحرين هذا الخزان الهيدرولوجي هو الذي يمد الينابيع البحرية البحرينية بالتدفق المائي المستمر 

و بعد فكل شخص يدعي الاعجاز في هده النقطة , إنما يجوز وصفه بالنصاب الفكري  , سواء كان واعيا بذلك أو ليس واعيا .

ٍواضح جدا أن ظاهرة البرزخ البحري كانت مغروفة في الجزيرة العربية منذ غابر العصور.

كل ما فعله القرآن أنه تحدث عما هو معروف 

إذن لا إعجاز فيما هو معروف.

..............................................................

** مياه عذبة في جوف البحر** مقالة وردت في الانترنيت كتبها كاظم فنجان حسين الحمامي  

يقول

(( كم كانت دهشتي عظيمة حينما اخبرني الكابتن عبد المنعم الجناحي خلال زيارتي للبحرين بأن المسطحات البحرية المحيطة بمملكة البحرين تتميز بوجود آبار للمياه العذبة قابعة في قاع البحر, وان العاملين على السفن الخليجية القديمة كانوا يترددون على هذه الينابيع العذبة المتدفقة من جوف البحر ويتزودون منها بالمياه العذبة والباردة لأرواء عطشهم !!.

سبحان الله, مياه عذبة تتدفق تحت البحار ؟؟, من يصدق هذا؟؟. أنا شخصيا كنت مندهشا من هذا السر الغريب الكامن في الاعماق السحيقة , رغم علمي بأن الكابتن الجناحي يعتبر من الخبراء المتميزين في البيئة البحرية لحوض الخليج العربي.

لكن دهشتي تبددت بعد وهلة قصيرة لعلمي ان البحرين مازالت تحتفظ بخبايا واسرار الكنوز السومرية والبابلية والأكدية, اليست هي أوال ودلمون وتايلوس واورادس ؟؟, ثم هي فوق ذلك كله درة الخليج وقلبه النابض بالخير والعطاء, وبستانه الزاخر بالماء والخضراء والوجه الحسن.

من هنا كانت بدايتي للكتابة في هذا الموضوع الطريف, والقاء الضوء على هذه الظاهرة الطبيعية الغريبة, فقد اكدت المراجع الجغرافية على ان سكان البحرين كانوا يحصلون على المياه العذبة الصالحة للشرب من نبع ينبثق من الاغوار البحرية الشديدة الملوحة, وكان الغواصون يغطسون في البحر فيملأون أوانيهم وجرارهم من هذه المنابع الصافية التي تعد نعمة من نعم السماء.

تتوزع هذه الينابيع العذبة بين جزر مملكة البحرين ويقدر عددها بمائتي ينبوع , وفي الساحل بخمسة وعشرين ينبوعا, وساعدت هذه الشبكة المائية النقية الممتدة تحت البحر على تحويل البحرين الى واحة غناء , ويصفها ( ديوراند ) قائلا : ((الجزر فضة, والبحر لؤلؤ, وتستطيع ان ترى الشعاب المرجانية في الاعماق , وتملك البحرين ينابيع الماء النقية التي تنبعث خلال الماء الأجاج في اماكن متفرقة حول الجزر البحرينية)).

قال تعالى: (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً) [الفرقان:53].

وتتغلغل هذه الينابيع والعيون بين الجزر وقرب الشواطئ فتروي البساتين وتغذي اشجار النخيل, ومن هذه العيون نذكر: عين عذاري, وأم شعوم, وأبو زيدان, والسرحان, وعين مهزة, ووعين الرحا, وقد سجل المقيم السياسي البريطاني خلال زيارته للبحرين عام 1865 الملاحظة التالية:

(( عثرنا في جزر البحرين على ينابيع وآبار للمياه العذبة على عمق 3 الى 6 قامات تحت سطح البحر)).

واكتشفت فيما بعد ان هذه الينابيع المغمورة تحت سطح البحر لا يقتصر وجودها على جزر البحرين, بل انها موجودة في مناطق عربية أخرى, نذكر منها منطقة (القحمة) في تهامة عسير بالمملكة العربية السعودية, حيث يتدفق الماء العذب على شكل ينابيع فوّارة تنبع من داخل البحر, وأن الإنسان إذا اقترب من إحدى هذه العيون سيشعر ببرودة الماء كلما مد ذراعه إلى الأسفل، ويبدو ان الأبل هي التي اكتشفت هذه المنابع البحرية قبل ان يكتشفها الانسان, وانها استدلت عليها بقدرة الله منذ سنوات بعيدة, واعتادت الأبل في هذه المنطقة على السباحة في عرض البحر والتوجه الى هذه الينابيع العذبة, حيث تدخل رأسها إلى عمق معين تحت مياه البحر بحثاً عن الماء العذب الذي ينبع من باطن البحر لترتوي منه.

وكانت العيون البحرية تمثل لأبناء عسير,أيام الجدب وقلة الأمطار, مخزوناً استراتيجياً للإنسان, والحيوان، والطيور التي تعلم مثل الإبل بمواقع المياه العذبة داخل البحر، ولله في خلقه شؤون.

فرحلة الأبل في البحر من أجل شرب الماء ما هي إلا إعجاز آلهي يجسد عظمة الله الذي خلق كل شيء فأحسن صنعه, فسبحان الله العظيم.

وتتدفق المياه العذبة ايضا من المياه البحرية القريبة من ميناء صور في لبنان, ويطلق عليها هناك تسمية ( الفوّارات), ويقصدها الناس هناك عند الحاجة وانقطاعهم عن مياه الشرب, وتوجد في صور سبعة ينابيع بحرية, ( سبعة فوّارات ) تأخذ شكل بقع كبيرة واسعة, ومحيط كل بقعة حوالي 200 مترا مربعا, وتتميز عن محيطها البحري الهائج كأنها سبع مرايا بيض تتوهج في بحر أزرق, وهذه المياه العذبة تندفع بقوة نحو سطح البحر من عمق 30 مترا.

mercredi 4 avril 2018