jeudi 22 novembre 2018

هـيـفـاء

*********** **** هيفاء *******************

----خالد أحباروش-------------------

هيفاء رائعَـةٌ في الــقـلـبِ مَــنـفـَـذُها *** 

تَــرنـو إلـى سـكـنٍ قـد بـات حاضِـنُـها

الـعـيـنُ لاهِــفـةٌ والشـوق باغَــتَـنـي** *

والــخَـفْـقُ رَجَّــفَـنـي إِبَّـــانَ حـضـرتِـها

كــالـشمـس بازغـة إذ راق مَـنـظـرها***

تـبـدو على أفــق قَــد شـعَّ مََـطـلعــــها

تَــمـشـي على مــهل بالرحب لامـعــة***

كـــم تـبـتـلي عـيـنـاً بالـطـيـفِ تعشـــقها

الوجهُ مــن ألـــقٍ كـــالــدٍُّرٍّ لاعــــبنـي*** 

كالــبدر فــي غــلـسٍ و الـنــورُ هَـيْـئــتُـها

الـــهَـمسُ يــا قمــراً قد بــات يأخُـذُنـي***

 فالــوجْـدُ صَــيَّـرني في كَـف قَــبْـضـتها

و الــثَّـغــرُ زنْـبَـقَـةٌ من فَــرطِ بسـمـتـهـا **

قـد صـرتُ مُــنْجـرفــاً إِذْ كـيـف أتركها؟

القصيدة على البحر البــســيـط

بقلم الــشاعر خالد أحباروش

mercredi 7 novembre 2018

جــداريـــات  اللــيــل  الــثـمـل

بـقـلـم خــالـد أحـبـاروش

عـلـى جــداريـــات  اللــيــل  الــثـمـل

 صـــورٌ عـلـى مـشــاجــب الـخـيـال

  يـدهـشـنـي  ركــوع الـورد

  حــيــن  يــــؤَدي  للــنــسـيـم الــعــطــور

و الـشـمـس  فـي ســجــود الــمـســاء الــوريــف

  تــنـجـنـي  فـي احـتـفــالِ  الــظــلال 

كـي تـبـوس رؤوس  الــجــبــال 

الـموج  الأصــفــرُ يـصـنـع  الـفـقــاقـيـع  ....

 أنــا أتـذوقُــهـا طــيـراً أجــوف

  فــمــا  أنــصـرف

عـلـى جــداريـــات  اللــيــل  الــثـمـل

تــبــهــرني عــجــوز مـن كــواكـب  الـمـوز

تــأتــي فــجــأةً  مـن الـــفـضــاء  الـشــائـك

تـمـنـح لــذتــهــا للــقـشور و تـمضـي ......

مــن يــســقُــط خــلـفـهـا ؟

لا تـهــتـم

عـلـى جــداريـــات  اللــيــل  الــثـمـل

تـتــرنــح  الـحـيـطـان  عــلـي بـعـضـهـا في وقــار

فــلا تـنـهـار

يــتـنـاهـى إلـيَّ  نـقـيـقُ الـكؤوس 

الأبــاريـقٌ عـلى رفــوفِ الـــهـواء

تَــحــتـهـا  طــاولاتٌ  دونـمــا  أرجـل

مــن يــمسـكــهــا ؟؟

لــســت أدري

أنــا  أهــتــم لــكـــأسي

بقـلم الشـاعـر خـالـد أحـبـاروش

mercredi 17 octobre 2018

*** رثــاء الـمــطـر  **

*** رثــاء الـمــطـر  **

بقلم : خالد أحباروش

-------------------------

الحزن لفقدك يـاصـاحـبـي .....

يــــذرو عـنـد الـهــبوبِ  كــمــائـنـه 

أمـواجــهُ  هــائـجـةٌ أيــاديــهـا

تـتــعـالـى  و  تَــلــطـمُ  الـبـسـمـه 

جـفـناي عـلـقـتهـمـا زخــاتُ السـماء

فــتــــبكي  مــعــي  جــفــون السحاب

الحزن لفقدك يا صاحبي

كــزوبـعـةٍ  مسلحةٍ بالــحــصباء

رياحها  ســاديــة الـمـنـاجـيــق    

 تــســفـي  فــلا تـنـقـشـع 

  و تَــرمــي فــقــط صدراً ....

مــن بـقـايـا الــهــبـاء

الحزن لفقدك يا صاحبي

كـاضـطـراب زهــرةٍ  حـيـن رثــاء  الـمـطـر

 يــعـتـدي  الـشـحـوب عـلـى حـمـرتـهـا ....

وتـحـتـرق .

لـكـنَّ بـعـض   الـثـلــج في نـدف الـعــزاء

يـــســقـيـهــا قـلـيـلا....

حــتى أذرف الـرمـان

بقلم الشاعر خـالـد أحـبـاروش

samedi 13 octobre 2018

* كــتــاب الشمس *

************* * كــتــاب الشمس * *************

بقلم : خالد أحباروش

-----------------------

قَــلــمــي  دعني

أُلْــبـسُ جـسـمـك  حَــرفي

 كــلـماتي  من ذهب الأيــام 

تَــقطنُ  دمـعـي

شمسٌ تبرق في منتصف الليل .

أُسمي الـضوءَ الــصــاحـي ... * كــتــاب الشمس *

حُــوريتي جــاءت  مـن  أعـشـاشِ الأوراق

تُــطــارد صيادي   الــنــور

و قراصنةَ الحِــبــرِ الباكي في الـقــلــم الــمــأســـــورْ

دعني

أنـقـش في الــثــلــجِ  المحروق دواةً تسـقـيـك....

تـروي  قـمـحــاُ  يـتماوج في  الـبـحــــرٍ الأخـــضـر

 فـيـغـنــي  الـطـيـر

دعني

أرســـم أغــرب نـــمــلٍ فـي  الـعـالـم

يـــصـنـعُ  في الصخر   مـعـاقـلَ لـلـــبُــرِّ الــمــحــصـــــــورْ

دعني

أُحَــضِّــرُ  رأســك  سـنـبـلـةً مُـثـقـلـةً

تَــيــنـعُ تحـت جـبـيـنـي الـمـصـهـــــورْ

أَكــتــبــها  جـــنـــه

يأتيها الطيرُ يُــعــاقــرهـا خمــــراً و يــطـيـر

ألــونُ غــيْــمــاً  ضــد  رمــاد اليــبــسِ 

أُصَيِّـرُه غيثــــــاً في  أكـتــوبــر

دعـــنــي

 أبــذُرُ مــطـراً  في رحــمِ الورد

و  أُهـيِّءُ  بــرقـاً فـي خــاصــرة الـلـيـل

فــاُواســيــك

بـقـلم الــشــاعـر خــالــد أحــبــاروش

vendredi 5 octobre 2018

غواية الغروب

*******غــــــــوايـــــةُ الــمــســاء  ********

خالد أحباروش

----------------------- 

هــل غــادر العــشــقُ شــمـســهْ ؟

لــمــا  جـادني كــهــلا

تـلـوحـيـن حـنـيـنـاً مـــاطـراً

فـي يـبـابٍ بــات يـومــي تـحـت أمــره

كـيف أمــشـي عـلـى  إغـــراءِ  طـفـلٍ

يـسْـكُـنُـنِــي رُغــم  الــوقــار 

يُـــخـادع الـدهـر ســيــره

الـــمـســاء  يــا صــغــيـره 

يُـغـري الــمـسـافـر  فــوق كـثـبـانِ عُــمره 

 يَــمــشـي عــلـى  رمــــال  الـهــــوى

كــي  يُــــمــتـع  خَـــطـــوه

طــفْـــلُ يــحــمـلُ مِــحْـفَـظة الأعــوام  

و كــتـاب فــراشاتِ حــمــقــاء 

 تُــهــدد صــبـره

أنــا أبــحَـــثُ عـن عــشـق من فـردوس الـصـحـراء

أسترجع أحـذيـة الـواحــات 

 أَتَـفَـقَّــدَ زمـنــاً فـي أثـر النـخـلات ..

 تـأخـذنـي الـســرعـــةُ نـحـو لـهـيـب الأغـصـان 

  يـــسـتَـهْـويـنـي  قــبـسُ  الـذَّوق 

لــكـنَّ حـذائي  من أعــجــاز الأيــام

لا يــهــوى الــنــار

بـقـلم . الشاعر خــالــد أحــبــاروش

jeudi 4 octobre 2018

إشـراقـة بـلـسـم

بقلم خالد أحباروش

----------------------

قــلــتُ لــهــا

إن الـمـصـاب بــعَـصْـف  الهوى

كَـمــراود الـجـــرفٍ الـفــظــيع

يـتـدلـى مـسـتـسـهـلاً و يــبقى 

عالقاً في  الـهـبـوب  الـشنيع

قــالت لــي الـطـبيـبـه

خــطـرٌ إذا ما هــدَّ عــلـيـلـي 

ســآتــي  كي أســعــفــه ...

قلت لـهــــا

كالشمس تـبـزغُ  في الربيع

رحـيـمـةٌ لـكـن  تَــؤُزُّنـي

بـحـسـنـهـا البديع

قــالت لــي الـطـبيـبـه

كم ساعةٍ شكوت لي

مـن هـــزةِ الــنجـيع

قــلـتُ إنــــي نــاظِـرٌ بَــلْـسـمـي .

في قــلـبك المطيع

قمــرٌ بات يـفـنـى !!.

مــن تَــدَلِّــيـهِ الـمريع 

و تشرق الــطـبيـبـةُ فـي وجه الصريع

صعبٌ دواؤك.. لكـنني 

ســـأغـيثــك يا غزالي الوديع

بقلم الشاعـــر خـــالد احـــباروش

يــا غــادة

******************* يـــا غــــادة**************************

خالد أحباروش

-----------------

يا غادةً بـطـيـف مــلاكِ

ما أهوى من الغــيـد إلاَّكِ

لا تَـلــومـي مـن هــواكِ

أنا عاشقٌ فــيكِ نـبـيـذَ الكــون

كَــالـنَّـديم المُـداومِ  طـالـبٌ

لا تَـلــومـي مـن هــواكِ

قُضبانُ صدري زنزانـةٌ 

مُــذ صار نـبـضـي في جَـواكِ

لا تَـلــومـي مـن هــواكِ

هل تــقـتـلـيـن  الـفـؤاد  الـسـجـيـن 

برصاصـات النظــر

أم تـفـتـحيـنَ نــوافـذَ الـهــروبْ ...

إلـــى مُـحـيَّـاكِ ؟

سهْـمُــكِ الـقَـــتَّــالُ قـد صادني 

مثل غــزالٍ  أعـزلٍ في رُبــاكِ

كــل رطب الزهـر فــيـكِ

تَــغزوه صمـتــاً  رغـبـتـي ,

لا تَـلــومـي مـن هــواكِ

لاحَ لَــمْعٌ مــن لَــماكِ 

رُسمـت ْ أطـرافُـهُ بِالسِّـواك .

أنــا لا أهوى سِــواكِ

بقلم الـشاعر: خالد احباروش

vendredi 11 mai 2018

ٍ*شُــرُفـــاتٌ و مــطـر

* ************شُــرُفـــاتٌ و مــطـر**************

يقلم : خالد أحباروش

---------------------------

 تـأخـذنـي  الـشـرفات .......

كـي أقــطـف  بسمــاتِ الــغـيــم 

و أجــعَـلَ من كل سِـلالـي  جـــنـات  

  تـبـاغٍـتُـني زخـاتُ الـعـشق الـبـري

بين فـجـاجِ هـــوايْ

أرى وجها  قــزحيا من كرم القوس

و دالـيـةً تتــساقط خــمـــرا  ...

ملامح ليلى غابت  دهرا

تــلـوح نــبيــذا في  ألق الـشمس

للــمــطر الـفـضي عروســه

تأتي بــهــطــول الحـب

قَــوامُ القطرات يميس جمالا

أعــايـنـهـا ... 

كالبندول الراقص للميعاد

تهتز رموش الغيث ....

القطرات فراشــات ثـمـلــه

يــأخـذهـا الـضـوء على كــفـه

إلـى الشرفات

بقلم الشاعر خالد احباروش 

mercredi 9 mai 2018

حـوريـة

 خالد احباروش
------------------------------------------
أيـهــا الـطائر الـمصنوع من غـضـب الـمـيـاه
فـؤادُكَ الــفوَّارُ فـنـجـانُ قـهـوتـي
مــنـه تــفـيض أحـلامُ الرشـفِ ...
بــنــكـهـةِ الحياه
حوريــــــــــه
مُــدِّي إلَــيَّ صــهــيــلَ الـذوقِ الـجــامـحْ
 يُـنـاوش وحــشـيـة الـنـار
 حـتـى تـعـود  ألــيـفــــه.. ...
 امـنـحـيـنـي رشْـفَــةً فوق طاولــة الهواء
دعـيـنـي أشْـتَـمُّـها  بـخـاراً طـلـيـقـاً 
يـهـذل كــالـحَـمامه
حوريــــــــــه
اطــلـقـي قـهـوتـي مـن ســجـنـهــا
حطمي حـيـطان الفــنجان 
كـي تـحلـق  زوبــعـتـي إلـى مــداك
 في انـتـشـاء الـعــاصفه
جــنـاحـاك مـجـنـونـان داخـلـي
 متسكعــان على رصـيـف الـشفــاه
يُــحـاولان الإقــلاع  ....
أصنع لــهـمـا ذوقـاً ....
 حـتـى  أعــطــر الــصــبــاح
بقلم الـشـاعر خالد أحباروش

dimanche 6 mai 2018

كـأنَّ شـعـري

********** كـأنَّ شـعـري ****************
خـالـد أحـبـاروش
-----------------------
كـاَنَّ شعري راهـبٌ.......
يُــزاولُ دفـن اللـيـالي فـي طـقـوس الـمراعـي.
حتى يـهـدأَ  الـقمـر 
عــشـتـارُ  في أفلاكِـهِ لا تـجـوع
تُـرسل ترنيمة الضوء لـلعاشقين 
 فـلا  تَـــشبعْ
تــشرب الحب من  ثقوب دفـاتري 
و لا تــرتوي
كـاَنَّ شعري راهـبٌ.......
لـــهُ سـقـف كـونيّ مـن صــدى الأحـيـاء
يـسـكنـه غــد  الـجـنـيـن 
و نـايُ الـملائكـه 
إذأ أحـب يــاْتـي إلـى شـجـرة الـهـوى
تـحـمَــرُّ أوراقُــهـا 
عـلـى راحـتـه
كـاَنَّ شعري راهـب.......
في يـده تـلاوة الـنــسـيـم 
 قــوافـلــه من كــواكـب سُـبْـحَـتِـه
يمـشي في رحلة الـخريف إلـى خـوخــةٍ 
تـنـاديـه الرياحُ فــلا  يـسـمـع 
لأنـه منشـعلٌ.....
بــأوراق خوخـته
بقلم الشاعر خـالـد أحـباروش

vendredi 27 avril 2018

صدح النورس

******************* صــدحُ الـنــورس *******************************
خالد أحـبـاروش
--------------------------------
عـلى سـاحـل الـسـمـفونـيـات سـنــاء ...
 يُــوسوس الـلـيـل إلـى فـنـاره   
أن يَــدور كـالـثـقـوب الـسـوداء
 يـشـفـط مـن مـنـقـارهِ  الـغــنــاء  
و يُــعــلـي  فـوق أعـراس الـمـيـاه .....
جــنازة الـضـــوء. 
مــنـــاره
أنــت فـنـانـةٌ عــلـى شَــطِّ الـــنَّــوى
كَـراقــصة الـبـالــيــه
الــمــوجِ كـــمــانٌ  يـعـزف
فـــلا تُــبــالـيـن .....
 لِـمَ تـهــجريـنَ نَـــايَ  نورسٍ عــاشـقْ ؟!
و رمــالاً  طـرَّزْتُـهـا.....
 للأوبـيـرا زربـيـه
 مــنـــاره
 كـسـر الظلام ســد الـمـشـاعـر فـي دُجــاك
  و الـدَّفـق في قلـبـي عَـبَّـدهُ الأنـيـن 
 إلـى بَـحـرك 
الــقـفـص الأزرقُ يـعـشـقـه الـنـورس
   أمــسـى جـذفــا يــصـدحُ  سـمـفـونـيـته
حتى ظن الــتحـلـيـقَ جريـمه

بقلم الشاعر خالد أحباروش

mercredi 25 avril 2018

الدين بين الفطرة والمجتمع

***** الدين بين الفطرة و المجتمع ****
-------------------------------------------------------------------------------------
بقلم : خالد احباروش
--------------------------
إن الانسان مفطور على التدين (( لهذا السبب حاول الحديث النبوي - المعروف بحديث الفطرة - أن يطابق بين تلك الفطرة الأولية من جهة و بين الدين الاسلامي كما بزغ وفق الشروط السوسيو/ تاريخية لشبه الجزيرة العربية في القرن السابع الهجري من جهة أخرى )) .
بيد انه ثمة مسألة فكرية لا مناص من الاشارة إليها : ألا وهي ملامسة الفروق الكائنة بين سيكولوجية التدين الناشئة من طبيعة الدماغ ( و أقصد حضور الروحانية فيه كحالة إنسانية عامة ومجردة أي كاستعداد انساني اولي لممارسة التدين بغض النطر عن جنسه ولونه وعرقه و مكانه وزمانه ... ) وبين انبثاق الدين التاريخي الملموس : أي كمعطى سوسيوثقافي خاص بسياق محدد في مجتمع مخصوص(*)
يولد الانسان بفطرة التدين لكن حينما يشرع في تعلم طقوس دين مجتمعه يكون قدخصص هذه الفطرة في إطار ذاك الدين التاريخي
1// سيكولوجية فطرة التدين
--------------------------------------------------
إن الأساس البيو/ سيكولوجي للتدين , ناشئ من عدة عناصر
اولا /: ناشئ من الاحساس الطبيعي بالقلق الوجودي :
-----------------------------------------------------
الوعي الغامض بماهية الموت - مع كل ما يثيره ذلك من قلق نفسي . أدى , و سيؤدي , حتما الى نشوء ما يمكن تسميته بالقلق الميتافيزيقي . هـذا الأمر يستدعي أسئلة حول المصير الوجودي....
كل التساؤلات النابعة مـن الوعي بالحياة والموت و الوجود والعدم تحضر في النفس : 
أنا سأموت حتما يوما ما ... لكن ما هو مصيري بعد الموت ؟
سؤال طُــرح منذ فجر الانسانية : أي منذ أن صار الإنسان العاقل يدرك أن مصيره المحتوم هو التلاشي وأن وجوده الطبيعي تنتظره نهاية لا مناص منها .
بما أن التساؤل كان يتمحور حول ما وراء الطبيعية فلا بد للإجابة أن تأتي بشكل ميتافيزيقي : ( أي بطريقة تتمحور حول ما وراء الطبيعة)
و لفد كانت الإجابات الماورائية التي قدمت لهذا السؤال المقلق - طوال التاريخ الانساني - خاطئة تماما ))
ثانيا /: ناشئ من الاحساس بالعجز أمام الطبيعة
------------------------------------------------
و هو العجز وقت الإنقلابات الطبيعـية بشكل يثير الهلع خصوصا لحظة ( الزلازل الكبرى و البراكين و الاوبئة الفتاكة و الفيضانات المدمرة والرعد و الصواعق ....الخ )
أي لحظة الكوارث القاتلة التي لا يستطيع الانسان تفسير أسبابها الفزيائية فينبري يفسرها بقوى ما ورائية
ثالثا / ناشئ عن الخوف من المجهول
-----------------------------------------------
يطمـئـن الانسان للمعلوم و يجنح - بالفطرة - نحو المعروف اي ما جرت عليه العادة ..
.و يـقـلق في كل لحظة يرتاد فيها المجهـول . لكنه -- و من أجل أن يتغلب على قلقه -- تعلم الانسان باكرا كيف يتسلح - نفسيا - بالعرائم والتمائم و الدعوات من و التبرك بالقوى الغيبية بغية استجلاب عونها ضد الأهوال المحدقة . ........الخ
إذن , سيكولوجية التدين هي أولية في الانسان و هي صفة عامة تشمل الجنس البشري 
إنها تحضر كمعظى بيو/ سيكولوجي أولي في الطبيعة البشرية { بغض النظر عن اللون والجنس والزمان والمكان} 
تحضر كميزة تطورية جعلت الكائن البشري يقاوم غربته الوجودية خـاصةً بعد أن تطور كي يكون عاقلا أي منذ أن صار واعيا بالاخطارالمستقبلية المحدقة بوجوده خلافا للحيوانات غير العاقلة ....
فالتدين كان ضرورة تطورية عند الانسان البدائي و كان اداة سيكولوجية فعالة للاستئناس بهول الموت والطبيعة الموحشة و المتقلبة في الادغال والبراري
لكن كلما ازداد فهم الانسان للطبيعة والكون و الموت كلما خفت لديه القلق الميتافيزيقي و ضعف
ما انفك الانسان يكتشف رويدا رويدا , ان التدين لم يكن - في الواقع - إلا اصطفاءا تطوريا ذا صبغة بيو/ سيكولوجية 
و قد حصل الاصطفاء لتك الميزة منذ البدايات الاولى لتطور وعيه حول مصيره المجهول لفد أصبح الانسان - اليوم- في وضع معرفي مهم ما فتئ يتراكم . و كلما ادرك عمق هذه الامور خفت لديه الإحساس بالتدين . هذا ما أدى بأغلب العلماء الكبار اليوم أن يكونوا لادينيين .
لكل هذه الأسباب يجوز القول : 
إن الانسان في لب كينونته كان دائما كائنا رمزيا متدينا . لكن رمزية تدينه تلك لم تكن في الحقيقة سوى تلك القدرة التطورية على الإستئناس الرمزي بالقلق الميتافيزيقي 
و تحضر لاعطاء اجابات ما ورائية تنهي قلقه وتعيده الى الطمأنينة الوجودية
2// الدين
-----------------------
الدين هو أداء مخصوص يتحقق في السياقات الحضارية و يحضر كمعطى سوسيو/ثقافي في سياق تاريخي معين .
إنه يتجلى كإطار رمزي يقوم بقولبة فطرة التدين لصالحه -- أي يقوم بقولبة تلك الروحانية العامة التي اصطفاها التطور عند الهوموسابينز لصالحه 
ثم يختزلها في شكل منظومة تاريخية من الطقوس التعبدية / الرمزية و في شكل سلسلة من القواعد السلوكية/ الاجتماعية 
دورالدين إذن هو تقديم جملة من الاجابات الخاصة و الملموسة في الواقع المعيش للتساؤلات الميتافيزيقية العامة و المجردة ( أي تلك الناشئة عن القلق الوجودي الميتافيزيقي و عن العجز أمام قسوة الطبيعة و عن الخوف من المجهول )
يحاول الدين خلق المعنى ضد اللامعنى اي خلق المألوف ضد المجهول بما يؤدي إلى تكريس الطمأنينة ضد القلق
بهذا الابداع الخيالي استطاع الانسان أن يقهر غربتة الوجودية قهرا سيكولوجا 
الأمر المهم بالنسبة للدين هو تحقيق الطمانينة النفسية في بعديها الميتافيزقي والاجتماعي ( الايـمــان بـالــمــاوراء مع ترابط الجماعة ) , 
------------------------------------------------------
هامش
(*) [ ( أشبه علاقة التدين و الدين بعلاقة ملكة اللغو باللغة كما تحدث عنها نعوم تشومسكي ( الطفل يولد بملكة اللغو -- بما هي استعداد انساني عام لإتقان اي لغة -- ...
حينما يشرع الطفل المولود في تعلم لغة مجتمعه-- ( أي تلك اللغة الملموسة و الحاضرة أمامه كمعطى ثقافي /تاريخي محدد -- ) يكون قد خصص ملكة اللغو عنده

samedi 21 avril 2018

المساء الذهبي

************ الــقــطـار  الذهبي ****************

بقلم خالد أحباروش

----------------------------------

  فـي قطـار الــذاكـره

  أمـتـطـي صـهـوةَ   الـصـور 

 أمـضـي  بــعـيـداً  الـى سُـهـوب الـضَّــمـادْ

في حـقـيــبـة الـتَّــوق الـتـي مـعـي .....  

رتبتُ  شُـقوق الـقــلــب

هيـأت الدواء من  إدمــان االسهر 

الـشـفق الأحـمـرُ فـي  ابْـتـسـامِ  عَـشـتـار  

يُـــلـوِّنُ الـعــشـق   بـيـن جـبـالِ  القمر

إشـراقـهـا يـشـرئـبُّ من زمــنٍ مـسـروق

و الـدمعتانِ  عـبـر نـوافـذِ  الــحـنـيـن ....

تُـغـازلانِ  الـنـظـر

تُـراودني الـحـبيـبــه  

 كــفـهـا شـمـسٌ تـصـافـحـني   ........

على طريق الــقــطار الــذهبي 

للـزمـان مـقـصـورة عـنـقـاء

فـمـا يَـبْـلى الـجلوسُ على مـقـاعـد الـسـفـر

بقلم الشاعر خـالـد احـبـاروش